سيرة للرفض والممانعة في مكة المكرمة.

لحظة دخول محمل الحج المصري، مكة عام 1909م. (صورة نادرة من أرشيف مجلة لايف).

كتب: محمود عبدالغني صباغ

اذا كانت مكة مصدراً للخصب والإيناع في محيطها الاقليمي؛ منها شعت أصباح المدارس النظامية الحديثة أول مرة (الصولتية عام 1874م)، وفيها انطلقت اصلاحات الوالي العثماني عثمان نوري باشا الحديثة؛ كانشاء أول مطبعة حديثة، ودار للحكومة، ودار للكتب، الخ (عام 1882م)، وفيها تُلي الدستور العثماني الحديث (1908م)، ومنها صدرت أول صحيفة (حجاز عام 1908م)، ومن وِهادها وجبالها اطلق الشبيبة المكيّة أول نهضة أدبية حديثة بالجزيرة العربية (1930م).. فانها شهدت -أيضاً- تاريخاً عريضاً للرفض والمُمانعة.

انتقلت عادة شرب القهوة، المنتج الجديد، من عدن الى مكة عام 1500م، وغدا استهلاكها في مكة منتشراً حتى توجّس الفقهاء من مفعولها، فجمع مُحتسب مكة، بأمر من السلطان قانصوه الغوري، كل القهوة الموجودة في مكة، وأمر بحرقها، حتى بات أمر تداولها سرياً.. الى أن فرضت وجودها.

وهبط مطرٌ شديد، يرافقه بَرَد، في مكة يوم الاربعاء 19 شعبان عام 1039هـ (1629م)، وجرى منه سيل عظيم، دخل المسجد الحرام، وملأ غالبه، ودخل الكعبة من بابها ووصل الى نصف جدارها، فسقط الجدار الشامي، وبعض الجداريّن الشرقي والغربي، وسقطت درجة السطح، فوقع ضجيج عام وانزعاج في قلوب الناس، فنزل أمير مكة الشريف مسعود بن ادريس، يرافقه الشيخ محمد بن أبي القاسم الشيبي، فاتح البيت، معهما قاضي مكة، ونائب الحرم، وخطيب المسجد الشيخ فائز بن ظهيرة، وطُلب من أموال العشور مبلغ خمسمائة دينار لإعمار الكعبة، وأفتى علماء مكة بعدم جواز عمارتها إلا من مال الكعبة، فعُينت هيئة أهلية للسفر الى مصر لعرض ذلك الى وزيرها، ليعرضه بدوره على حضرة السلطان مراد خان في اسطنبول ليكون اعادة تعمير الكعبة من مال الكعبة، لا من مال العشور طرداً للشبهة!

وفي 1736م منع الشريف مسعود الناس من التظاهر بشرب الدخان. فرُفع الدخان من القهاوي والأسواق، وصار حاكمه يقبض على من يراه عنده من الأسواق.. حتى عاد وفرض وجوده!

ودعا الشيخ المكّي أحمد بن ادريس الفاسي (1749-1837م) الذي كان فقيهاً مجدداً، الى فتح باب الإجتهاد في تفسير الشريعة الاسلامية والعودة الى أصول الاسلام الأساسية؛ القرآن والحديث، منتقداً مقلدي وأتباع المذاهب السنية الأربعة، ففتح علماء مكة النار على دعوته، وحرّضوا عليه حتى نُفيّ الى قائم مقامية صِبيا التابعة لمتصرفيّة عسير عام 1830م، برفقة أتباعه ومنهم محمد علي السنوسي الكبير.

وفي عام 1855م أمرت الدولة العثمانية بمنع بيع الرقيق في مكة، فحصل هرج ومرج بأسواق مكة، جعل الحكومة التركية تعدل عن أمرها.

كان كامل باشا حاكم الحجاز العُثماني المقيم في جدة، نبّه قائم مقامه في مكة، أن يجمع دلّالي الرقيق، ويمنعهم من بيع الرقيق، بمقتضى أمر جاء لكامل باشا من الدولة، ففعل قائم مقام الباشا ما أمره به، فصار الناس من ذلك في انزعاج واضطراب، وصاروا يقولون: “كيف يمنع بيع الرقيق الذي أجازه الشارع؟” .. وهاجَ الناس هيجاناً شديداً، فاجتمع وسطاء مع الشيخ جمال رئيس العلماء، ومُفتي الأحناف، وذهبوا الى القاضي، الذي فزع منهم وهرب، فزاد هيجان الناس واضطرابهم، فنادى الناس: للجهاد !! .. فثار من ذلك فتنة عظيمة، وصار الرمي بالبندق من الفريقين، وانتشرت الفتنة ورمي البندق في الأسواق والطرقات، وصار القتل لكثير من العسكر وغيرهم.. حتى صارت حرب أهلية، ففزع الناس بالشريف يحيى بن سرور، وهو في داره، وسألوه تسكين هذه الفتنة، فأطلق منادياً في مكة، لمنع الناس من الفتنة، فامتثلوا لأمره، وأمِن الناس وتحفظ على العساكر الشاهانية، واطلع كثيرا منهم القلعة.

واختلف الوالي الاداري العثماني بالحجاز، عثمان نوري باشا، وكان اصلاحياً استثنائياً، مع شريفها العشائري، الشريف عون الرفيق، الذي كان أوتقراطياً متشدداً. وفي حدود عام 1893م اتسع الخلاف على حزمة الاصلاحات المدرجة، الذي سينحاز فيه الى حزب الوالي الاداري الاصلاحي، أعيان مكة، ومنهم سادن الكعبة عبدالرحمن الشيبي ومفاتي مكة؛ الشيخ عبدالرحمن سراج والسيّد عبدالله زواوي والشيخ عابد مالكي، ورئيس السادة العلوية، وآل نائب الحرم، وشخصيات بارزة من الأشراف، ورفع كلا الطرفين الأمر الى السلطان عبدالحميد بن عبدالمجيد صاحب الولاية ليفصل في الأمر، فانجلت المعركة بانتصار الشريف عون على خصومه.. فصدر أمر السلطان بعزل عثمان نوري باشا من الحجاز، وعزل الذوات الموقعين في تلك المضبطة ونفيهم جميعاً من الحجاز الى الاستانة ومصر.. ما عدى الشيبي الذي نُفي – كمضطهد رأي- الى الهدا.

وفي مايو 1921 رفض الشريف حسين طلب من القنصلية البريطانية لاقامة المستشفى الهندي في حج ذلك العام لأسباب سيادية. بكن بعد شد وجذب صدرت موافقة من نائب وكيل الخارجية في الحجاز بارسال الطاقم الهندي الطبي تحت رعاية المستشفى العربي الأهلي في جدة الى مكة. لكن مُنعت النساء من المبيت في المستشفى في مكة على عكس العام الفائت.

وذكر الشيخ المكّي، محمد العربي التبّاني، انه في سنة دخول السعوديين لمكة (1924م)، فسح الإخوان للكُتبيين في السنين الأولى من دخولهم الحجاز بجلب كتاب الأذكار: دلائل الخيرات غير المُهمّش، فيما منعوا النسخة التي تحتوي على الهوامش. ثم منعوا جلبه مهمّشاً أو غير مهمّش. وقد جلب منه الكُتبي المكّي الشهير عبدالصمد فدا أربعمائة نسخة فألزموه بارجاعها الى مصر أو يتلفونها، فتركها لهم.

وكان في مكة كثير من الآثار التاريخية مثل: مولد النبي، بيت خديجة، بيت أبي بكر، قبر محمود، وغيرها.. ولكن الإخوان هدموا تلك الآثار مع ما هدموه من القباب والقبور.

وفي أواخر عام 1925م، قام السيد أحمد السنوسي بالتبرك بمقام ابراهيم وتقبيله، فقامت قيامة الإخوان، ونهره حاكم السلطان على فعلته، لأن في ذلك منافاة للتوحيد.

وفي ليلة الموقف بعرفة يوم 9 ذي الحجة سنة 1344هـ (الموافق 1926م)، حصلت حادثة المحمل المصري في صعيد منى.. اعترض الإخوان على الموسيقى التي ترافق طقس المحمل.. فحصل ضرب نار بين الطرفين، وسقط عدد من الضحايا، ما ادى الى حصول شرخ -وقطع للعلاقات الدبلوماسيّة- بين السعودية ومصر، استمر لسنوات.

وكان ماء زمزم يستخرج من البئر بالدلاء الجلدية حسب العوائد القديمة، لكن جلالة الملك عبدالعزيز فكّر في عام 1927م، في الاستعانة بالآلات الحديثة لتكثير الماء وتوزيعه بطريقة صحيّة، وصيانة الحرم مما يتعرض له في مواسم الحج من الازدحام والمخاصمة، وما يتبع ذلك من فقدان النظافة، فأمر بتركيب آلة رافعة للماء، وأحضر مهندساً من مصر لتلك الغاية. ولكن لما كان هذا العمل يؤثر في كسب طائفة الزمازمة والسقائين، وهيكلهم الإنتاجي محصور في اخراج الماء بالدلو من البئر وتوزيعه على الحجاج، قامت قيامتهم. يروي حافظ وهبه في مذكراته جزيرة العرب في القرن العشرين أن العمل قد ابتدأ بالفعل وجرى الحفر بالحرم لوضع الأنابيب، وأُرسل الى مصر لشراء الآلة والأنابيب والأحواض الكبيرة التي يوزع منها الماء، فما كان من الزمازمة المكيين إلا أن “أثاروا علماء أهل نجد وألبَسوا عليهم الأمر، وأن بئر زمزم سينضب ماؤها بعد تركيب هذه الآلة الرافعة، ولا شك أن هذا العمل سيجلب عليهم سخط المسلمين، فألّح أهل نجد المقيمون بمكة على الملك بإلغاء هذا المشروع، وإبقاء القديم على قدمه..فلم يرى الملك من مصلحة لإغضابهم في الوقت الذي بدأت فيه حركة الاخوان بالتمرد، فأمر بايقاف المشروع والعدول عنه”.

وفي الثلاثينات الميلادية ستذيع بالحجاز أغاني سلامة الأغواني المَرِحة الظريفة الخفيفة.. وسلامة فنان أو مونولوجست سوري شعبي، من أصل أفغاني -والأغواني تحريف أفغاني-،  وأسطوانات اغانيه كانت تباع في مدن الحجاز سراً، وتدار في الفونوغراف، الذي كان يُسمى في الحجاز صندوقاً.. ولكن الحكومة ستمنع بيع اسطواناته. يقول الأديب أحمد عبدالغفور عطار في كتابه بين السجن والمنفى: “فالفونوغراف مُحرّم من الحكومة، والمشائخ (الوهابيون) يتشددون في تحريمه، وهم وهيئات الامر بالمعروف يُعاقبون من يجدون لديه الصندوق ومن يَسمعون أغاني سلامة الأغواني”.

وحاول حاكم ولاية بهوبال بالهند أن تمنحه الحكومة امتياز تعبئة ماء زمزم في زجاجات كما تفعل بعض البلدان الاخرى، ليقوم بتصديرها بعد تعقيمها على أن يتقاسم الأرباح مع الحكومة السعودية، ولكن الحكومة رفضت الاقتراح لأن “العلماء” لم يوافقوا على المشروع.

وذكر حافظ وهبة، مستشار جلالة الملك عبدالعزيز، أنه في أوائل شهر يونيو 1930م، “قامت ضجة بين علماء الدين النجديين، واجتمعوا في مكة، وبعد التشاور فيما بينهم وضعوا قراراً يحتجون فيه على إدارة المعارف في مكة، لأنها قررت في برنامج التعليم، تعليم الرسم، واللغات الأجنبية، وتعليم الجغرافيا التي منها دوران الأرض”. ويذكر حافظ وهبه أنه قاد مداولات عدة من كبار المشائخ رغبة اقناعهم الى سلامة تدريس تلك المسائل بالأوجه الشرعية والعقلية، ويذكر أنه حين وقف جلالة الملك عبدالعزيز على هذه المناقشة واقتنع بثاقب فكره أن ليس لدى العلماء دليل ديني يصح الاعتماد عليه، لم يوافقهم على رأيهم، واستمر تعليم اللغات والرسم والجغرافيا كما كان.

وفي مطلع الثلاثينات الميلادية من القرن الماضي اندهش الأديب أحمد عبدالغفور عطار، العائد لتوه من بعثته بمصر، لحظة اختلافه الى صديقه الشاعر طاهر زمخشري بمركازه أمام مطبعة الحكومة أم القرى، من فزع الأخير، لحلق الأول للحيته، مذكراً اياه بالقرار الذي صدر بالقبض على كل من يحلق ذقنه لمعاقبته إما بالسجن ثلاثة أيام، أو دفع سبعة ريالات ونصف ريال غرامة بنسبة ريالين ونصف ريال كل يوم، وكان للريال حينها قوة شرائية عظمى، تكفي للإنفاق على أسرة متوسطة مكوّنة من خمسة وستة أنفار. يفصّل عطار، في كتابه بين السجن والمنفى آلية تنفيذ ذلك القرار، قائلاً: “كان جنود هيئة الأمر يقبضون على كل من يحلق لحيته ويحضرونه الى مفوض القسم الإداري “علي بك جميل” بمبنى ادارة الأمن العام، وكان سجن (الفُرن) قد امتلأ بالشبان كما امتلأ بهم مبنى الأمن العام الذي كان يسمى (الحميدية)”. وكان قرار حظر حلق اللحى قد صدر وعُمم على كل مدن الحجاز!

ويروي الأديب والدبلوماسي المصري يحيى حقي في مذكراته كناسة الدكان، حينما كان موظفاً في قنصلية مصر بجدة من عام 1929 الى 1931م.. أن مُمثلي البعثات الأجنبية في جدة، كانوا يحسبون مدد اقامتهم بعدد مرات حلق اللحى! فهم كانوا يعفون لحاهم طيلة مكوثهم بالحجاز انصياعاً لقوانين منع حلق اللحى التي فرضها الاخوان في العهد السعودي على الحجاز. كانوا يحلقونها على متن البواخر الراحلة الى ديارهم في الاجازات السنوية، فيقولون لمن يسألهم كم لك منتدباً في أرض الحجاز؟: “لنا قدر لحية، أو لحيتان”.

وبحسب وثيقة من الخارجية البريطانية، مع نهاية عام 1931 كانت اللجان والمحاكم الخاصة التي أقيمت لتعاقب الناس على التدخين العلني وترك الصلاة والاستماع للجرامافون قد خفتت وبدأت الأمور تجنح للتسامح.

وفي عام 1932م وضعت إدارة الصحة في مكة قانوناً يفضي بوجوب الكشف على الأموات قبل الدفن، فاحتج أهل مكة على سريان هذا القانون على النساء، وساعدهم علماء نجد على رأيهم، فلم تستطع الحكومة تعميم الكشف، قبل ان توكل ذلك الغرض لسيدات مُلمات بأصول الطب والتمريض.

وتأسس في مكة، نادياً رياضياً اسمه الشبيبة السعودية مقره في حارة شعب عامر، أسسه السيّد محمد مساوي، وفي أول مباراة بين الوحدة والشبيبة كان المشائخ التقليديين يمسكون من يلعب الكرة ويجلدونه.

وانتشر اعلان من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة يحذر فيه الناس من كتاب دلائل الخيرات، وفي سنة 1956م، تشرت جريدة البلاد السعودية نصه الذي انطوى في صياغته على مبالغة بكونه ”أشد ضررا على الأمة من كتب الزندقة والإلحاد وأن مؤلفه يهودي”.

وفي 1961م، تقدّم الأديب والصحافي المكّي البارز، أحمد السباعي، الى مديرية الاعلام والصحافة والنشر بطلب رسمي لانشاء مسرح في مكة باسم دار قريش للتمثيل القصصي، وحظي بالموافقة، وشرع فعلاً في تأسيس المسرح في حيّ جرول (سعة ألف مقعد)، والى جلب الكوادر الفنية والابداعية من القاهرة، والبدأ في انتاج باكورة عروضه، مسرحية بعنوان: فتح مكة، ومن تأليف محمد عبدالله مليباري.. وقبل الافتتاح بيوم، اشتدت وطئة الممانعة من المشائخ التقليديين، الذين ذهبوا الى ان مسرح السباعي “قد يُقدّم اليوم فتح مكة… لكنه سيتحول غداً إلى ملهى يقدم رقصات يختلط فيه النساء بالرجال”!! .. ليقرر الحاكم الاداري الغاء العرض، واغلاق المسرح!

.. كان التطبيق التعسفي لقاعدة “سد الذرائع” قد شرع في التغوّل !

وفي  23 ديسمبر 1961، أصدرت رئاسة هيئات الأمر بالمعروف بالحجاز، تنبيه وتحذير رقم 8428، نشر بالصحيفة الرسمية، أم القرى، من التهاون عن أداء صلاة الجمعة جماعة في مكة، وأمرت باشتراك اعضاء هيئة الامر بالمعروف وجنود المرور بالتساعد على حمل المتأخرين الى المبادرة لحضور الصلاة، كما امرت بايقاف حركة السيارات حول الحرم قبل الأذان من يوم الجمعة بخمس دقائق، باستثناء سيارات الاسعاف والاطفاء والحالات الطارئة.

وحين أمرت الدولة السعودية بادخال “المكرفون” بالمسجد الحرام في أول عام 1386هـ (1966م) بدلاً من الأسلوب القديم القاضي بطلوع أكثر من مؤذن للمنارات، فيما كان من يقيم الصلاة ويبلغ حركات الامام للمأمومين يطلع المقام الحنفي، رفض الإخوان بشكل مبالغ فيه، فيما ظلّت طبقة محليّة في مكة مؤيّدة للقرار حتى ان الشيخ المكّي محمد طاهر الكردي علّق حينها على تلك الملابسات قائلاً في كتابه التاريخ القويم: “والحق أن للمكرفون فائدة كبرى، لا ينكرها إلا كل أخرس أصمّ”.

وفي عهد الملك فيصل، جرت محاكمة بعض المسؤولين في المديرية العامة للاذاعة والصحافة والنشر، لأن أغنية من أغاني فريد الأطرش، ظهر فيها أصوات نسائية. كانت تلك قضية تستدعي العرض على مجلس الوزراء، وتشكيل لجنة تحقيق!

وحين عاد الطالب المكّي، أحمد زكي يماني من أمريكا بالخمسينات بشهادة ماجستير القانون في هارفرد، اراد استصدار امتياز انشاء مجلة التشريع والاقتصاد، التي هدفت الى دراسة بعض المشكلات المعاصرة من منظور اسلامي مثل التأمين وأعمال المصارف.. وشرع في العدد الأول، باللغات العربية والانجليزية والفرنسية، بأبحاث مختلفة، وكان هناك بحث من أحد أئمة وعلماء القانون، الدكتور عبدالرزاق السنهوري باشا، وآخرون في البورصة، وبحث لمعالي الشيخ حسن آل الشيخ عن النظام القضائي في المملكة، ولكن.. قبل أن يصدر العدد الأول من المجلة، صدر الأمر بسحب الامتياز، وتم ايقاف العمل!.. كون الواشون من المشائخ التقليديين أرجفوا بأن المجلة غرضها “احلال القوانين الوضعية، بدلاً، من قوانين الشريعة” !

هذا المنشور نشر في مٌباشرة للتدوين. حفظ الرابط الثابت.

39 Responses to سيرة للرفض والممانعة في مكة المكرمة.

  1. بلال كتب:

    فعلاً … دع التاريخ يتحدث ..

  2. M. Dahlawi كتب:

    تدوينة جميلة .. قوية .. كما هو حال باقي المدوّنة ..
    أنا من أشد المعجبين بكتاباتِك .. بالذات التي يكون فيها سرد لتاريخ مكة المكرمة و الحجاز ..
    و أتمنى لك المزيد من الإبداع و النجاح ..

  3. Ghadeer كتب:

    مقال مملوء ب الأسى والغُبن و بالتاريخ المؤلم
    هذه الجملة قالها أبي الآن وأنا أقرأ له الموضوع
    فقد أثار جزء ماء زمزم والسقاية وسادة العلويين ذكريات قصص الأجداد

    أما مبدأ سد الذرائع و رفض كل جديد المتأصل في أنفسهم عند كل صغيرة وكبيرة فهي نقمة وإبتلاء من الله
    لن ينجلي إلا ب مواقف رجولية

  4. بكر اعظم كتب:

    مرة حلوة الموضوع
    وفعلا هاؤلاء اخرونا خمسين سنة عل الاقل

  5. همّام كتب:

    وضعهـم يشابه وضـع الكنيسـة التي رمت الكثيرين بالتجديف والهرطقـة يوما من الأيام. و الخلاف لم يكُن يوما دينيا, بل هو اختلاف حول التمسك بالمعروف و التجديد

  6. .” … كان التطبيق التعسفي لقاعدة “سد الذرائع” قد بدأ يطل بقتامة!”

    أما الآن نحن في عز قتامتها.. ولكن أملي في أن كل ما يطل له يوم ليفل ..

    مقال اكثر من رائع ..

  7. Raneem Bajunaid كتب:

    history -sadly-repeats itself!

  8. Ibrahim كتب:

    ماشاء الله تبارك الله….
    كثيرة هي الكلمات التي تصف معزوفتك
    رائعة، مبكية، ثرية، ملهمة، محفزة، محبطة..

    لا فض فوك… تاريخ لا نقرؤه ولانعلم عنه إلا قليلا.. اتمنى ان يكون لديك عن طيبة شيء من تاريخها الماتع

    اختلف مع حدتك احيانا لكني اقف احتراما وارفع قبعتي لعرضك الراقي المنصف الذي يظهر صفحات من التاريخ المدني العريق للمجتمع الحجازي

  9. amjefri كتب:

    شكراً على المقال الذي اتمنى ان يصير كتاباً. فعلاً التاريخ مطموس معمّى. و علمنا بتاريخنا حصن منيع عن كل متشدد و متنطع من “اللي بالي بالك”. تحياتي.

  10. ابو عادل كتب:

    جميل جداً تاريخنا في مكه والحجاز واكثر ماتأثرت به الاثار التي ضاعت والنشئ الجديد لا يعرف مواضعها للأسف . وفقك الله استمر بالحق والتاريخ الصحيح المشرف.

  11. abu shahad كتب:

    نتطلع الى المزيد منك من تاريخ مكة والحجاز وعلاقتهم بمصر ،، لك الشكر والعرفان

  12. تدوينة مهمة وتعبر عن حالة عدم اتزان لتاريخ مكة – ماذا عن حادثة جهيمان ؟ 🙂

  13. ماجد بافقيه كتب:

    و الا نحن نعيش الفكر التعسفي و باب سد الذرائع .. رراائع المقال ماشالله .. الله يوفقك

  14. خالد كتب:

    كناسة الدكان ل يحي حقي و ليس يوسف حقي
    مع الشكر لك

  15. شكراً للجميع. سعدت بآرائكم واهتمامكم..
    محمود : )

  16. KULAYB كتب:

    تاريخنا و للاسف لا نعلم عنه شئ
    و بالفعل آلمتطرفين من آهل ” سد الذرائع” آخرونا قرابة النصف قرن إن لم يكن قرن !
    ,
    لله درك آخي ولا زلنا عطاشا للمزيد

  17. Hassan كتب:

    تدوين انتقائية لا موضوعية تعرض التاريخ من وجهة نظر واحدة بدون طرح ومناقشة لوجهة النظر الأخرى، خاصة بالجزء المتعلق بخالد القسري رحمه الله حيث لم توضح سبب فعله حتى لا يعجب الناس تصرفه وهذا يخالف الموضوعية.
    عموما هو مقال ذو سياق متوقع يخدم توجه صاحب المدونة ولا يناقش فكرة بقدر ما هو اجتزاء لبعض التاريخ وافتراء على بعضه الآخر.

  18. عبد كتب:

    جميل جداً ومشكور

  19. جميلة كعكي كتب:

    تدونة رائعة فيها الكثير الدالات على كيفية أتجاه المجتمع الى فكر أوحد .. بارك الله فيك

  20. محمد كتب:

    وهل هذا كل تاريخ مكه اين توحيد الصلاة على امام واحد وممانعة المكيين لذلك ولولا الاراده القوية لمن تسميهم بالوهابيين لكنا الى يومنا الحالي متفرقين مشتتين

  21. عبدالوهاب باسلوم كتب:

    اخي موضوعك جدا رايع وهذة سنة الحياة اليوم ليس كالأمس وغدا انشاء الله لن يكون كاليوم .

  22. محمد كتب:

    شكرا ، والله عندك قدره وأطلاع واسعة ، وسبحان الله أنا أجلس مع عمي يحكي لي عن جده وعن تاريخها القديم وعن أشهر الأحداث وعن مطاردات الهيئة لهم وهم يستمعون لأم كلثوم بالراديوا ، ثم كيف يخبئون الجهاز ويحملون القصص ويرددون أيات قرأنية فتعتقد الهيئة أنهم طلبت علم يحفظون القرآن ، وذلك خوفا من العقاب رغم أنهم لا يعلمون محتويات الكتب التي بأيدهم . حتى أن فندق الكعكي بجده كان به سينما
    لذلك فر الشباب للبلدان الخارجيه وتركوا لهم كل شيء . الغريب الأن أصبحت المسئلة عناد وصدام بين الطرفين شباب وهيئة ومدافعين عنهم
    ليتنا فقط نحترم الحقوق الأساسية للبشر وهي عدم التجسس وعدم والتدخل في شؤن الناس والدعوة بالحسنى وتقبل الرأي والرأي الآخر
    والمحبة وحسن الظن لأن المحتسب عليه أن يحترم المواطن الذي هو أخيه وأبن بلده وعليه أن يستر عليه أو يناقشه أو يناظره لا أن يصادر
    فكرة ويفرض المحتسب عضلاته على الشباب والنساء والمثقفين الذين ذنبهم الوحيد أنهم يكتبون أو يمثلون أو يقولون شيء ما بالأذاعة
    ما هذه الذنوب التي بسببها تتعرض طبيبه لأنهيار عصبي وشاب للموت وخريج ماجستير أو دكتوراه لركن شهادته جانبا .

  23. omar sabban كتب:

    مبدع

  24. أبو هاشم كتب:

    استمرررررررررر ماشاء الله تبارك الله

  25. Haneia كتب:

    ُجزيت خيراً أخي الكريم ،
    في انتظار البقية بشغف إلى سيرة مكة العطرة ، وما فيها من أحداث تاريخية ..

    تقبلوا تحياتنا ،،،،،

  26. د. عاهد علي عقيل كتب:

    جزاك الله خير فعلا لاول مرة نسمع او نقرأ مثل هذه القصص وهذا التاريخ المفرح المحزن؟!
    ولكن اتمنى ذكر المصادر والمراجع

  27. Ali Sheneamer كتب:

    وضعتها في المفضلة في تويتر للعودة لها وقد استمتعت بقراءتها. تدوينة عظيمة تحكي تاريخاً نحن نعيش تطوراته اليوم. مبدع كالعادة أخي محمود.

  28. الأستاذ محمود عبدالغني صباغ حفطكم الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    أحسنت أحسن الله إليك وجعل الجنة سكناً لك ولوالديك
    مدونة أكثر من رائعة بارككم الله ، ولكن هل نصحح ما أخطاءه الأجداد !!! فلوا أنهم عليهم رحمة الله كانوا على قلب رجل واحد ولم يكونوا متسامحين بما جاوز الحدود لما تحكم فيهم من يقل عنهم في العلم والفراسة وحسن النيه بحجة سد الذرائع لو كانوا فقهائنا من يفتو فينا لما أحتجنا لمفتيين متنطعين في الغلو بالرغم من أن الحجاز أمتاز بالإكتساب من حضارات العالم الإسلامي بحكم من يحج إلى البيت الحرام .
    عموما ً آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يامكة
    تقبل مرو ي وتعقيبي
    خالص إحترامي ومحبتي في الله

  29. Sami كتب:

    استذا محمود انت باحث تاريخي من الطراز الرفيع نادر الوجود هنا في السعودية استمر بارك الله فيك

  30. moatasemov كتب:

    ما شاء الله تدوينة رائعة كالعادة ، بصراحة خليتني أهتم أكثر بتاريخ مكة يا استاذ محمود و هذي ثاني تدوينة اشوفها لك عن مكة و الحجاز بعد تدوينة ” إن كنت تبغي ملك مكة فاعلم .. أن المليك بها هو الدستور ” و التي كانت رائعة مثل هذه التدوينة .. جعلتني مهتماً الآن بتاريخ مكة و الحجاز و سجلت جميع الكتب التي ذكرتها في هذه التدوينة في قائمتي فـ شكراً لك لذكرك المصادر و أتمنى أن تفعل هذا دائماً ، و السلام ..

  31. Bandar khalil كتب:

    لا أحد يفعل كما يفعل محمود ، شكرا لك على هذا العمل الرائع بالعموم ، وليس في هذه التدوينة فقط . الحجاز ينمو بين أصابعك يا محمود، ويزهر وردة في قلبك الجميل

  32. نجاة كتب:

    مدونه جيده جعلتنا نعيش معها وقت سعبد وجمعتنا كعائله نسترجع تاريخ جميل لجده وجدنا محمد راسم شكرا

  33. مدونة رائعة جدا لتاريخ مجهول للكثير من أبناء الجيل الحديث
    ودليل تاريخي بأن المتشددين هم أهم أسباب التخلف وألأداة الهدامة لمستقبل ألأمة

  34. Hisham Bokhari كتب:

    ” دار قريش للتمثيل القصصي ” اعجبتني روح المبادرة و الانفتاح ، الآن يوجد تقوقع في تعسف

  35. من سنة ١٩٢٤ميلادي ومشروع سد الذرائع مستمر في نجاحه

    نفسي اعرف كيف كان اضطهاد علماء الحجاز

اترك رداً على Ali Sheneamer إلغاء الرد