اهم ثلاثة افلام عند فارنر هيرتزوغ

حضرت مرة جلسة “سؤال و جواب” للمخرج الألماني المثير فارنر هيرزوغ.. سأله احدهم عن ابرز الأفلام التي شاهدها او اثّرت فيه. اجاب بإقترابه نفسيا من ثلاثة افلام :

-1-

kanun-08-fig17Where is the friend’s home? (1987), by Abbas Kiarostami

هذا أول اجزاء عباس كيارستامي من ثلاثيته السينمائية عن منطقة كوكر. فيلم غارق في التقشف والبساطة والحد الأدنى من التكلّف. وهي العناصر التي ستنسحب على اسلوب كيارستامي في مسيرته السينمائية الخصبة وتغدو بصمته الخاصة، والتي، بالضرورة، ستمنحه السعفة الذهبية في مهرجان كان بعد عشر سنوات.. عن فيلمه “طعم الكرز”.

كعادته كيارستامي أفضل من يوظف الأطفال في أعماله ..  كما يُشرك بشكل لافت ابناء القرية البسطاء في ايقاع هادئ وعوالم وادعة وحوار عفوي فيها من سحر القرية وعذوبتها .

وقصة الفيلم ، تمرير للفلسفي ومفهوم التآزر والتلاحم المدني ، في قالب بسيط حد التقشف . وهي قصة صالحة لألف عام حيث لا اجهزة تكنولوجية ولا هواتف ولا مخترعات حديثة ، فقط ، علاقات انسانية رقيقة في أصولها الأولى .

-2-

p8109_p_v7_aa

Freaks (1932), by Tod Browning’s

حينما شاهدت هذا الفيلم اردت ان اتبيّن جوانب العبقرية فيه، او الجوانب التي دعت هيرتزوغ الى الانجذاب اليه. وجدت انه يحكي عن موضوع أثير عند صنّاع السينما؛ هو عوالم السيرك ! .. وان كان يُغرق فيها حد الإبتذال والإثارة ما يمنحه تصنيف فيلم طريقي او  a cult film .

ربما العزاء ان صانعه، كان شخصياً ضمن مجموعة سيرك متنقل، وانه استعان – بإتقان فريد- بكل استعراضيي السيرك ومهرجيّه و”مساخيطه” في شريط سينمائي واحد، اثار الكثير من الجدل اثناء صدوره، اذ اُعتبر صادماً وخادشاً وغير لائق .

لكن تكنيك الحكي – او الحدوتة – في الفيلم كان سلساً وناعماً.. ولربما هذه احدى العوامل التي جذبت هيرتزوغ اليه. او انه انجذب اليه لأسباب ذاتية بحكم وجود شخصيات ألمانية في الفيلم لعبت أدوارا محورية، بل وكانت تنفعل وتشتم بالألمانية في سياق الفيلم . لا أدري! لكن الأكيد ان الفيلم اثّر كثيراً في هيرتزوغ الى درجة انه اعاد انتاج قصته من منظوره الشخصي في فيلم له صدر عام 1970، هو : Even Dwarves Started out Small .

-3-

p3038_p_v7_aa

Rasho-mon (1950), by Akira Kurosawa.

راشومون، هي احدى بوابات كيوتو الرئيسية، وهو ايضاً احد ابرز افلام أكيرا كيراساوا الباكرة، بل وأحد كلاسيكات السينما المعاصرة، التي افسحت المجال لبروز سينما بلاده امام العالم، وتسليط الضوء على اعماله وغيره من المخرجين المحليين (فاز راشومون بالأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا عام 1951 ) .

وفيما يذهب اغلب النقاد الى ان هذا الفيلم يناقش قضية العدالة، الا اني وجدت انه يحمل أبعاداً فلسفية أعمق من ذلك، تتعلق بتفتيت الرواية وتضاربها ازاء الأحداث الحاصلة، واختلافها على ألسن الرواة في غير زاوية.. وذلك من خلال صراع سردي يأتينا من الشهادات التي يدلي بها مجموعة من المتورطين والمشاركين او الشاهدين في حادثة قتل بشعة حصلت في الغابة البعيدة .

في هذا الفيلم، لا يخفق كيراساوا في اظهار اسلوبه الإخراجي المتقن.. في حجم اللقطات، حركة الكاميرا، ترتيب عناصر اللقطة وجمالياتها، وعذوبة شريط الصوت، وغيرها من الخصائص التي غدت علامته السينمائية البارزة، مثل اللقطة الثلاثية التي تقبض على الكادر بثلاثة عدسات متتالية تبدأ من الواسع الفسيح وتنتهي بالضيّق المركّز !

كيراسوا عبر هذا الفيلم تحديداً استعلن اسلوبه الذي اثر من بعده بشكل عميق في وعي جيل كامل من سينمائيي الشرق والغرب، وان كان، لا تبدو لي بعد مواطن تأثّر هيرتزوغ المباشرة به !

الإعلان
هذا المنشور نشر في مٌباشرة للتدوين وكلماته الدلالية , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s